إن سقطت قم سريعاً

أن كنا غير أمناء فهو يبقى أميناً لن يقدر أن ينكر نفسه "
2 تى 13:2
حورب هذا الراهب بالخطية الشبابية , فكان يسقط مع نفسه مرات كثيرة و بالرغم من توبته و جهاده لم تهدأ الحرب عنه و بدأ اليأس يدخل إليه , و إذ بدأ يشك فى صحة رهبنته و أفصح بذلك لأب أعترافه الذى شجعه كثيراً .
ازدادت حرب اليأس على الراهب حتى شعر بفشله الكامل , فهرب من الدير و عاد إلى العالم و بدأ يعمل أعمال العالم بل إمعاناً فى يأسه يقدم لخطبة فتاة و ذهبوا لأختيار الشبكة , و فيما كان يجرى أجراءات شراءها سألته الفتاة عن الميعاد الذى يرغبه للزواج فقال لها " بعد سنة أو سنتين أو خمسة " فتعجبت جداً و لاحظت عدم تمسكه و سعيه لإتمام بالزواج أوقفت مشروع الخطوبة .
ظل هذا الشاب يتخبط فى العالم و لكن صوت الله لن يتركه , فكيف يكسر نذره و كيف يعود للعالم بعد أن مات عنه ؟ أتاه هذا الصوت على أفواه الكثيرين ممن حوله ثم أفتقده أحد إخوته الرهبان واستطاع أن يعود به إلى الدير حيث رحب به رئيس الدير و عاش فترة اختبار ستة شهور ثم ترهب ثانية و قلبه مملوء رجاء .
+ إن حروب الشياطين المتكررة ليس معناها أن الله قد نسيك أو أنك لا تصلح للحياة الروحية أو الخدمة أو التكريس , فقد يسمح الله بها لاختبار إيمانك و لتشديدك فى جهادك الروحى و نمو محبتك له .
+ إن سقطت قم سريعاً لتصلى أو تسجد بعض السجدات بثقة و رجاء مختلطاً بالدموع و الانسحاق و أقرأ فى كتابك المقدس وواصل جهادك ... إهرب من مصادر الخطية .... ردد مزاميرك . أطلب من الكل أن يصلوا عنك و تشفع بأصدقائك القديسين و اعلم أن توبتك هذه غالية عند الله و هو قريب جداً منك و لا يتركك أبداً .