الرجاء

رسم فنان صورة لفتاة عارية الرأس, معصوبة العينين, حافية القدمين, تجلس وحيدة,
وهي تبكي بكاءاً مُراً, لأنها تتألم من أشواك الحياة.
وفي يدها قيثارة تحطمت جميع أوتارها, إلا وتراً واحداً. ويلوح أنها عند بدء الفجر.
وقد وضع الرسام عنواناً لهذه الصورة كلمة ( الـرجـاء ).
وهذا هو آخر وتر في قيثارة تلك الفتاة.
أخي الحبيب
إن كثيرون في هذه الدنيا قد تحطمت أوتار قيثارة حياتهم,
ولم يبق لهم إلا وتراً واحداً هو وتر (الرجاء) في المجد العتيد.
ففي هذا الرجاء مفتاح الغد السعيد, والإيمان المفرح هو مفتاح القلب الحزين.
إن كل ليل يعقبه نهار
وكل شتاء يعقبه ربيع
وكل شوك يكلله الورد ويجمله
وراء كل ظلمة صليب لابد أن يكون هناك نور للقيامة.
ووراء كل غيمة لابد شمس ساطعة.
أعلم أيها الحبيب
أنه مهما عظمت الضيقة فإنه يوجد رجاء.
ومهما ساد الظلام فهناك أشعة من النور, تقدر أن تمزقه وتبدده.
فليكن لديك الرجاء والإيمان بأن خلف الغيوم يوجد شمس ساطعة.
لابد أن يكون لديك الثقة في أنه:
بعد الموت حياة, وبعد الألم مجد
وبعد الظلم عدل, وبعد الهوان كرامة
وبعد الضعف قوة, وبعد الجهل حكمة
وبعد التوبة كرازة
وأنه بقدر ما تتألم هنا على الأرض, بقدر ما تتمجد هناك في السماء.
تحمل الألم لكي تنسكب عليك بركاته, وعلى كل من حولك.
فشوكة بولس التي عاني منها في جسده
كانت لمنفعته ومنفعة الكثيرين ممن نالوا الشفاء على يديه روحياً وجسدياً.

ابتسم للحياة مهما غطت أشواكها طريقك

لا تنسي أن تذكر الذين ليس لهم أحد يذكرهم في صلاتك