الكسندرا واعظم درس فى الحب

اختى.... .ارجوكى ..ارحمى وقفتى
ها انا هنا كل يوم
اجيبينى..... ارجوكى
واعدك
بان اليوم هو اخر يوم اقف فيه هنا التمس منك الرد عليا
اعدك بانك لن تسمعى صوتى ثانيه ولن تلاحظى وجودى
ولكن فقط اجيبنى
ردى عليا
الا تملين من تركى واقفا ههنا كل يوم انتظر منك الرد؟؟؟؟؟؟؟
كل يوم احضر هنا واناديك وانا اعلم جيدا انك بالداخل
ولكنك لا تجيبين على احد

اخبرينى فقط
كيف تشربين؟
كيف تاكلين؟؟؟
من يحضر لك الاكل؟؟؟؟

واعلمى اننى لن اغادر تلك المقبره اليوم
دون ان اسمع قصتك
وان اقتضى الامر ان انام هنا امام المقبره

اجيبينى
وارحمى ضعفى
اخذ ينادى.... ويسال ويطلب ويلح كعادته كل يوم
ولكن لا من مجيب

وفى لحظه ياس
اخذ يصرخ
اجيبينى ماذا اتى بك هنا الى تلك المقابر؟؟؟؟؟؟
اثنى عشر عام وانتى هنا؟لا ترى انسان ولا يراكى انسان؟؟؟؟؟؟؟؟
لا نعرف ماذا تاكلين ومن يحضر لك الطعام؟؟؟؟
ولم نرى لك انسان يزورك؟؟؟
لماذا كل هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وفجاه سمعها
نعم نطقت اخيرا
اخيرا
تكلمت
نعم انا الكسندرا
العذراء الكسندرا
ولى هنا اكثر من اثنى عشر عام
فماذا تريد انت؟ولماذا يتملكك الفضول لتعرف اخبارى؟

فاجابها بشغف:اعدك باننى لن احضر هنا ثانيه
ولكن اجيبينى عن سوال واحد
لماذا حبستى نفسك فى تلك المقبره؟لماذا هربتى؟؟
وتركتى العالم الخارجى؟؟؟؟
الكسندرا:هربت بارادتى كى ابعد عن البشر
ويكون ذهنى له هو فقط
فعاد يسالها:لمن؟ليسوع؟
الكسندرا:نعم
فلاحقها بسوال اخر:ولماذا لم تصفى ذهنك له وانتى فى عالمك؟
الكسندرا:لم استطيع

فسالها بلجاجه:لماذا؟لماذا؟لماذا؟؟؟؟؟
فاجابته بضيق:فى يوم من الايام رغبنى رجل واراد ان يتزوجنى حاولت ان انهيه عن هذا التفكير
ولكنه كان مصمم
فهربت
فعاد يسالها بشغف:ولماذا هربتى ؟لماذا لم تواجهيه؟لماذا لم ترفضيه؟
الكسندرا:لاننى خشيت جرحه
واخشى ان يفقد مسيحه بسببى انا الخاطئه
فهربت كى يفكر فى الهه ولا يلهيه شيئا عنه


ففكر وهله ثم قال:الم تهربى منه لسبب اخر؟؟؟
الكسندرا:نعم ....خوفا من ان اميل انا ايضا الى اهوائه وافقد عفتى
فصمت قليلا ثم قال: اتضحين بحياتك كلها وتقيمين بالمقابر لاجل ذلك؟؟؟؟لاجل الا تقعى بالحب؟؟؟؟
فاجابته بدهشه:وهل هناك حب اكبر من حبك و محبتك لله؟؟؟؟



فسالها:....الم ينتابك الملل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
اثنى عشر عام وحيده دون انسان او ونيس فى مقبره قديمه .حبيسه لنفسك ولم ينتابك الملل؟
فاجابته بهدوئها المعتاد:ينتابنى الملل !!!!! وانا اقرا حديث ربى!!!!!
!!!!!ينتابنى الملل وانا اقرا كتب الرهبان السابقون
ينتابنى الملل وانا اعمل بكد يدى ليل ونهار!!! واتلو المزامير

بلا ............ .........يا اخى
لم ينتابنى الملل مطلقا
انما ينتابنى الملل الان
هذا الوقت ذهب منى دون ان اذكر لالهى كم احبه وكم اشكره على فدائه لى..هذا الوقت مر منى دون ان اسمع صوته العذب وانا اقرا الانجيل...هذا الوقت مر بى دون ان اجلس كعادتى اتحدث معه وانا اصلى

فصمت الرجل بحرج وقال: اشكرك يا اختى الغاليه على هذا الدرس الشيق
واعدك باننى لن اضايقك ثانيه...ولن ازعجكك بوجودى حتى لا ينتابك الملل؟؟؟؟
فابتسمت الكسندرا وقالت:اعلم انه لن يضايقنى اى احد ثانيه...والى لقاء فى عالم اخر
وفعلا اخواتى ففى ذات اليوم لم يضايقها احد
بل رحبت بها ملائكه السماء والقديسين
فقد تنيحت هذه العذراء الكسندرا بعد ان اعطتنا درس فى الحب
وعلمتنا كيف ان الحب الالهى هو الاقوى وهو الدائم

الله يعطينا بركه هولاء القديسات العظيمات واللاتى نسمع منهم احلى النغمات واجمل الالحان