وسط الدموع
صفحة 1 من اصل 1
وسط الدموع
أصيبت فتاة بالشلل منذ خمسة وعشرون عاماً ورغم هذه التجربة لم تضعف روحها, وكانت تركب عجلتها وتستخدم يدها في دفعها, وتذهب إلى الكنائس, تسمع العظات وترتوي نفسها بكلمة الله.
ولكن النكبات أخذت تلاحقها وكانت تتلقي كل صدمة بإيمان وطيد وعزم أكيد وتسليم كلي لمشيئة الله.
ماتت أختها بالسرطان, ثم ماتت أمها التي كانت تقوم بخدمتها, وبقيت مع أبيها, وكان كثير العطف عليها.
ولكن سرعان ما فقدت أباها. وظلت بمفردها تسأل عنها أخت متزوجة يومياً, ثم تعود إلى بيتها.
كانت تضع إلى جوارها الكتاب المقدس, وبعض سير القديسين. هؤلاء هم أصدقاؤها في وحدتها تنظر حولها وقد فقدت الصحة والأهل والأحباء وتبتسم. لا توجد قوة تستطيع أن تنزع ابتسامتها منها أو تجردها من سعادتها.
إن سعادتها في التصاقها بالله:
" أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني " (مزمور10:27).
طلبت من أبونا الكاهن أن يزورها لتريه شيئاً لا يتوقعه فذهب أبونا لزيارتها مع أحد الشمامسة.
فقالت له: سأريك شيئاً لم تره أختي حتى لا تنهار, ثم كشفت عن سرطان هائل تحت الإبط, ويمتد إلى جزء من الصدر, وسال خيط من الدم.
فأحس الأب الكاهن بسيل من الدموع تحرق يديه, ولكنها لم تكن دموع الفتاة, بل دموعه هو. ثم أشارت إلى أحشائها وقالت: هنا آلات تعمل بدلاً من الكلي لأنها توقفت عن العمل.
وأشارت إلى انتفاخ. وقالت: هنا قربة أجمع فيها البول ثم أفرغه كلما امتلأ...
وأخذت تبتسم وقالت:
لم أطلب من الله أن يشفيني ... إنما طلبت منه
أن يكون معي ويعطيني العزاء والصبر
إني أشعر كلما نمت وكأن السيد المسيح يضع يده تحت رأسي .. وكلما استيقظت أراه أمامي.
وتبرعت هذه الفتاة بسيارتها الخاصة للكنسية لكي ما يقوم الأب بزيارة المرضي بها.
إنها حقاً فتاة عظيمة من أكبر عظماء الحياة لأنها احتملت وابتسمت.
إن أجمل ابتسامة في الوجود هي التي تشق طريقها وسط الدموع.
ربي يسوع
أعطني أن أحتمل الألم بدون تذمر, عالماً أن يدك بالحب تحتضني فالجبال الآلام تذوب أمامك كالشموع.
أعطني أن لا أبالي بالجراح عالماً أنك تسكب بلسمك الشافي لتطيب نفسي واثقاً أنه لا فرح خارج صليبك ولا حزن داخله.
أخي القارئ
جاء في أقدم وأعظم كتاب في العالم أن
"الإنسان مولود للمشقة" (أيوب 7:5)
كلمة ما أصدقها, لاسيما في أيامنا هذه , فالعالم يتأوه ويتألم على نطاق واسع, ربما لم يعهده التاريخ البشري من قبل.
إذ يعلو في كل بلد من بلدان العالم صراخ يقطع نياط القلوب, من جراء مظالم لا تكاد تحصر.
من تشرد وجوع ومرض وحرمان واستبداد وبلايا نفسية, واضطرابات عصبية, وانهيار علاقات زوجية, وتمرد الأولاد.
وإرهاب واحتجاز رهائن, وحروب في أماكن كثيرة من العالم.
ولا يبدو أن أحداً في مناعة من هذه الويلات إذ يتألم الأغنياء والمشاهير, كما يعاني الفقراء والمغمورون .. سواء بسواء.
إن معاناة الألم يشترك فيها الناس جميعاً في كل مكان. إنها لصرخة قديمة مازال يردد صداها اليوم مليارات البشر حول العالم . إنها صرخة ألم لعالم متألم على أرض الشقاء والتعب.
لابد أن نحتمل الآلام بصبر, وأن نجتاز ظافرين في وسط ضغوط عالم يغص بالكوارث والمظالم.
علينا أن نتعلم, كيف نعيش منتصرين في خضم الصدامات والضغوط التي تواجهنا كل يوم, إذ لابد من الاستعداد لمعارك آلامنا الشخصية.
فالألم حقيقة عامة لا يقوي أحد على الإفلات من براثنها وهي كالمطر يهطل على الناس جميعاً.
الألم هو اللغة المشتركة بين جميع الناس
ولكن النكبات أخذت تلاحقها وكانت تتلقي كل صدمة بإيمان وطيد وعزم أكيد وتسليم كلي لمشيئة الله.
ماتت أختها بالسرطان, ثم ماتت أمها التي كانت تقوم بخدمتها, وبقيت مع أبيها, وكان كثير العطف عليها.
ولكن سرعان ما فقدت أباها. وظلت بمفردها تسأل عنها أخت متزوجة يومياً, ثم تعود إلى بيتها.
كانت تضع إلى جوارها الكتاب المقدس, وبعض سير القديسين. هؤلاء هم أصدقاؤها في وحدتها تنظر حولها وقد فقدت الصحة والأهل والأحباء وتبتسم. لا توجد قوة تستطيع أن تنزع ابتسامتها منها أو تجردها من سعادتها.
إن سعادتها في التصاقها بالله:
" أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني " (مزمور10:27).
طلبت من أبونا الكاهن أن يزورها لتريه شيئاً لا يتوقعه فذهب أبونا لزيارتها مع أحد الشمامسة.
فقالت له: سأريك شيئاً لم تره أختي حتى لا تنهار, ثم كشفت عن سرطان هائل تحت الإبط, ويمتد إلى جزء من الصدر, وسال خيط من الدم.
فأحس الأب الكاهن بسيل من الدموع تحرق يديه, ولكنها لم تكن دموع الفتاة, بل دموعه هو. ثم أشارت إلى أحشائها وقالت: هنا آلات تعمل بدلاً من الكلي لأنها توقفت عن العمل.
وأشارت إلى انتفاخ. وقالت: هنا قربة أجمع فيها البول ثم أفرغه كلما امتلأ...
وأخذت تبتسم وقالت:
لم أطلب من الله أن يشفيني ... إنما طلبت منه
أن يكون معي ويعطيني العزاء والصبر
إني أشعر كلما نمت وكأن السيد المسيح يضع يده تحت رأسي .. وكلما استيقظت أراه أمامي.
وتبرعت هذه الفتاة بسيارتها الخاصة للكنسية لكي ما يقوم الأب بزيارة المرضي بها.
إنها حقاً فتاة عظيمة من أكبر عظماء الحياة لأنها احتملت وابتسمت.
إن أجمل ابتسامة في الوجود هي التي تشق طريقها وسط الدموع.
ربي يسوع
أعطني أن أحتمل الألم بدون تذمر, عالماً أن يدك بالحب تحتضني فالجبال الآلام تذوب أمامك كالشموع.
أعطني أن لا أبالي بالجراح عالماً أنك تسكب بلسمك الشافي لتطيب نفسي واثقاً أنه لا فرح خارج صليبك ولا حزن داخله.
أخي القارئ
جاء في أقدم وأعظم كتاب في العالم أن
"الإنسان مولود للمشقة" (أيوب 7:5)
كلمة ما أصدقها, لاسيما في أيامنا هذه , فالعالم يتأوه ويتألم على نطاق واسع, ربما لم يعهده التاريخ البشري من قبل.
إذ يعلو في كل بلد من بلدان العالم صراخ يقطع نياط القلوب, من جراء مظالم لا تكاد تحصر.
من تشرد وجوع ومرض وحرمان واستبداد وبلايا نفسية, واضطرابات عصبية, وانهيار علاقات زوجية, وتمرد الأولاد.
وإرهاب واحتجاز رهائن, وحروب في أماكن كثيرة من العالم.
ولا يبدو أن أحداً في مناعة من هذه الويلات إذ يتألم الأغنياء والمشاهير, كما يعاني الفقراء والمغمورون .. سواء بسواء.
إن معاناة الألم يشترك فيها الناس جميعاً في كل مكان. إنها لصرخة قديمة مازال يردد صداها اليوم مليارات البشر حول العالم . إنها صرخة ألم لعالم متألم على أرض الشقاء والتعب.
لابد أن نحتمل الآلام بصبر, وأن نجتاز ظافرين في وسط ضغوط عالم يغص بالكوارث والمظالم.
علينا أن نتعلم, كيف نعيش منتصرين في خضم الصدامات والضغوط التي تواجهنا كل يوم, إذ لابد من الاستعداد لمعارك آلامنا الشخصية.
فالألم حقيقة عامة لا يقوي أحد على الإفلات من براثنها وهي كالمطر يهطل على الناس جميعاً.
الألم هو اللغة المشتركة بين جميع الناس
st.moses daughter- عدد الرسائل : 59
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 21/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى