انتظرينى ايتها السحابه....لقد تلقيت الدرس

كانت السحابه تنتظر حتى يصعد اليه ليتناول وجبته كعادته كما حددها الرب
ولكنه لم يصعد....بل كان مستمر بالصلاه بلجاجه وبدموع حاره
فاخذت تنتظره حتى انهى صلاته ليصعد اليها
وبمجرد ان صعد ابتسم
فسالته السحابه :هل ستتناول الاكل الان؟؟؟؟
فاجابها :بلا ....اذهبى بى الى انطاكيه
السحابه: انطاكيه؟؟؟وهل سنترك البريه التى نقيم بها لنذهب الى انطاكيه؟؟؟؟؟
الانبا يوساب:بلا..........لقد اخذت اسال الله ببكاء ان يرينى من هو بمنزلتى فى السماء الى ان وافق وتقبل دموعى
ولكن العجيب ان الذى فى منزلتى هو ملك انطاكيه
لذلك اخذت اسال الله ان اراه
فانا لا اصدق كيف ان ملك يتنعم بعيشه الملوك تكون له منزله من ترك العالم وذهد الدنيا


لذلك اقول لك ها الان اذهبى بنا الى بوابه انطاكيه وانزلينى هناك
وبالفعل يا اخواتى انزلته السحابه عند بوابه انطاكيه بسوريا
واتكا على عصاه ووقف ينظر الملك وهو مستند على الحائط ينظر الى السماء بنظرات العتاب
فكيف يا رب تكافئنى مثل هذا الملك الذى يرتدى الاف الجواهر ويركب الخيل ومعه الكثير من الخدم والعسكر؟؟؟
وفجاه وجد من ينادى عليه
نعم انه الملك يقول :انبا يوساب ...لقد اشتهيت لنفسك تعبا لم تكن انت فى حاجه فعليه عليه
وامر احد الجنود ان يجلسه حتى ياتيه الملك

فجلس الانبا يوساب ينظر الى المكان والقواد الذين ياكلوا وكميه الاكل الموجوده والملكه التى ترتدى ارقى الملابس واحلى الماسات


كل شى فى القصر يلمع
انه الذهب والطعام والملابس المبهره تملا المكان
و لكن ما ان انتهى الناس من الاكل ومضوا
وعاد الملك والملكه الى الانبا يوساب
ولكنهم مختلفين
فهم يرتدون الخيش ولا يجلسون بالقاعه بل طلبوا من الانبا يوساب ان ينزل معهم الى اسفل القصر كعادتهم فهو مكان اقامتهم
وليصلوا مع الراهب الموجود معهم اسفل القصر
وراى الخادم وهو يحضر اليهم شغل يدوى يقوم به الملك والملكه حتى ياكلوا من عمل يديهم ويعطوا الفقراء

وبمجرد ان راى الراهب الانبا يوساب الا وقام يقبله
وقال له:يا انبا يوساب ان الرب تبارك اسمه اراد ان يعطيك خبره عظيمه لانه كشف لك سيره الملك والملكه التى لا يعلمها اى بشر

فانظر اليهم فها هم ياكلون الخبز الجاف ويتركون كل ما كان بالمائده للشعب
انظر اليهم فانهم يعملون بعمل يديهم ليسعدوا بالنعمه ويهبوا الفقراء
انظر انهم انهم يقيمون بقصر عظيم ولكن وقت النوم والصلاه تكون معى هنا فى اسفل السلالم

وعاد الانبا يوساب فى ذات السحابه ولكن بندم وشكر بقول:لقد تلقيت الدرس
فهو نادم لانه شكك فى اختيار الله وشكر لانه اخذ درس فى ان الانسان يستطيع ان يكون كلمه الله ولو كان ملك

اخواتى.........ها هو درس اخذه قديس عظيم صار اسقف فيما بعد
وهو ان الانسان يستطيع ان يكون عبد للمسيح باى مكان ان كان
فى القصر ...فى البيت ...تحت السلم ...فى الشارع
فكم من الدروس يجب ان نتعلمها نحن من حياه هولاء الابرار