حصان كل سنة

"تصلى له فيستمع لك ونذورك توفيها "
(أى 22: 27)
كان يعمل بتربية الخيول ولكن أصابت الأمراض خيوله وخسر اموالاً فادحه وهنا نذر أن يقدم حصان كل سنة لكنيسة مارمينا التى يقيم بجوارها .
بعد فترة قصيرة حدث غلاء في البلاد ومجاعة عظيمة فافتقر الكثيرين ومنهم هذا الرجل الغنى الذي زادت خسائره وفقد كل ما عنده من الخيول ، ثم حل عيد الشهيد مارمينا الذي نذر فيه أن يقدم حصاناً كل سنة ولكنه لم يبق معه إلا الحصان الذي يركبه وحاول الشيطان أن يثنيه عن إيفاء النذر ولكنه بإيمان تمسك بما وعد به وقدم حصانه إلي الكنيسة وعاد سائراً على قدميه ، فقابله الشهيد
مارمينا وباركه ومدحه من أجل إيمانه وإيفائه ووعده ببركات جزيلة .
وفعلاً لم تمر إلا مدة صغيرة حتى بارك الله في هذا الرجل وبدأ يستعيد غناه بل زاد عما كان فيه من أملاك ومقتنيات كثيرة ببركة العطاء والأمانة في إيفاء النذر وصلوات مارمينا .
يشعر الإنسان بميله للعطاء من أجل محبة الله له ويعد بنذره كثيرة في حالة ضيقه ولكن صعوبة الأمر عندما يحل به الفقر أو الضعف ويصبح إيفاء النذر في غاية الصعوبة إذ يكون من الأعواز فهذا يظهر مدى إيمان الشخص وتجرده من الماديات واستعداده للعطاء .
V إ ذا نذرت فأنت تعقد معاهدة مع الله أنت أحد طرفيها أما الطرف الآخر فمضمون ونتيجة هذه المعاهدة حفظ الله لحياتك ومباركته لك ، فلا تتراجع عن إيفاء أى نذر واثقاً من بركة الله وعنايته .