ST - George
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الترنيمة

اذهب الى الأسفل

الترنيمة Empty الترنيمة

مُساهمة  marmar السبت فبراير 16, 2008 5:07 pm

لم تكن نادية تذهـب للكنيــسة مع أسرتـــها كل يوم أحد إلا وتخرج متبرمة من طول القداس و كثرة الصــلوات و الصيامات و الوعظ الروتيني . و في يوم دعاها أخوها لحضــور إحدى النهضــات ، فذهبت لأنها سمعت عن هذا الواعـظ كثيرا ، وهناك تأثـــرت جدا بكــلامه عن العودة لحضن الآب ، قررت نــادية بحماس شديد تغــيير حياتها وبدأت تصــلي كل الصــــلوات وتصـــوم حتى الســـاعة الثالثـــــة و تحضر قداسات الصيـــام الكبير المتأخرة و تركت ملابسها الغير محتشمة ورفضت دعوة الشلة المستـهترة للخروج معهم . و لكن هل من السهل أن يهدأ عدو الخـير و هو يرى فريسته تضيع من يده ؟ فقد قامت الدنيا و لم تقعد.

فهذه ( سوسو ) تتصل بها لتخبرها إن الفــيلم في السينما كان رائعا و هذه ( لولو ) تحدثها لكي تنصحها كأختــها الكبرى إن التـطرف وحش وإن الشلة تسخر منها ، و ماما تحتج على رفضــها وضــع الماكياج و الصوم للساعة الثالثة. و مرت الأيام و بدأت تتكاسل في صلواتـها و تـترك الاجتـــماعات و بدأ الشيطان يذكرها بالشلة القديمة و كـيف لم تعد تسأل عنها بعد

أن كانت أشهر من نار على علم. و في يوم اتصلت بها ( توتو ) صديقتها الأنـتيم و قالـت لها : أنت وحشتينا جدا ولازم نشــــوفك و النهارده عيد ميــلادي و عامليـــن party( حفلة ) و نحن جميعا في انتظارك.رنت كلماتها في أذنيــها و أخرجـت فســتان من فســـاتين زمان و

وضعـت الماكيـاج الصـارخ و ذهبـت و استقبـلتها الشلة بالترحيب الحار و التصفيق و دعوها للرقص على أنغام الموسيقى و رجعت البيت متأخرة.

ولم يكتف عدو الخير بإعادتها إلي حظيـرته ، بل جعـلها لا تطـــيق أن تذهب للكنيسة أو تسمع وعظة أو ترنـيمة إذ كان هذا يسبـب لها تأنيب ضمير و تعترف إنها كانت تشعر بمرارة عميقة جدا في داخلها تخفيها وراء مظهر الضحك والتهريج. حاول أخوها أن يحدثها عن المسيح ثانية فرفضت و اتهمته بالتخلف فهي تريد أن تعيش حياتها ، لكنه لم ييأس و ظل يصلي و يبكي لأجلها و هو متأكد أنها تتظاهر بالسعادة ، لأنه كيف لنفس ذاقت حلاوة المسيح أن تعيش بعيدا عنه ثانية. تقول نادية : إنني كنت أرفض بشدة كلام أخي ، لكنني في أعماقي كنت أحسده على سعادته و هو يرنم في أحرج المواقف التي كان يمر بها مثل مرضه الخطير.

وفي يوم قررت الاستجابة له حتى لا أكسر بخاطره و هو مريض و ذهبت وأنا مصممة على رفض أي دعوة للتوبة و دخلت للكنيسة و سمعت صوت الترنيمة التي كنت أحبها:

صـــــوته الحـــلو نادانـــي نادانــــي لا تــــــطيـــــــل الضــــلال
أســـــــــــــــــرع يا بنــــــــــــــــــــي و تعـــــــــــــال لي تعـــــال

وكان الجميع يرنمون بحرارة و حب و تذكرت كيف كنت بينهم و كم كانت حياتي سعيدة ، لماذا لا أعود ؟ لماذا ؟ هل أنا سعيدة الآن ؟ ليقل أصدقائي ما يقولون و ...... و انهارت قواي و دخلت المقصورة و أمام أيقونة العذراء ظللت أبكي و أتوسل إليها أن تساعدني للعودة و شعرت كأن حضن الآب انفتح لي مرة ثانية ، كلا إنه ينتظرني كل لحظة و بحثت عن أبونا واعترفت بتوبة وندم و برغم الدموع التي كنت أذرفها فقد خرجت و كأني أعيش في السماء .....



عندي عليك انك تركت محبتك الاولى ، فاذكر من اين سقطت و تب ( رؤ 2 : 4-5 )
marmar
marmar

انثى عدد الرسائل : 326
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 05/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى