ST - George
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ربنا لا ينسانا

اذهب الى الأسفل

ربنا لا ينسانا Empty ربنا لا ينسانا

مُساهمة  marmar الخميس ديسمبر 20, 2007 5:22 pm

كانت مارتينا تحب الله من قلبها ، أما بيتر زوجها ، فكان يصلي عندما يريد شيئا من الله ، و إن لم يتحقق هذا الشيء يترك الله . و كانت ظروف عمله قاسية للغاية ، فقد كان يعمل ميكانيكي سيارات في شمال أوروبا المعروفة بكثرة الثلوج ، و كان البرد الرهيب يؤثر على صدره ، فأصابه بمرض الربو. و في كل مرة يتعطل عن عمله بسبب مرضه كان يخاطب الله بغضب شديد ، لماذا أنا ؟ لماذا أنا بالذات ؟

و بينما كانت زوجته مارتينا تنتظر مولودا ، و هو الشيء الوحيد الذي كان يسعد قلب زوجها حينما يفكر فيه ، شعرت ببعض التعب ، فأخذها بيتر لمستشفى خاص قريب و هناك أخبروه إن الولادة لن تكون طبيعية و ستتكلف مبلغا هائلا بالنسبة له. و عندما أخبرهم إنه ليس لديه أموالا ، أجابته السكرتيرة بأنه توجد مستشفيات أخرى للفقراء و المعدمين.

شعر بيتر بالإهانة الشديدة و عاد هو و مارتينا إلي بيته و كلنه كان غاضبا , و زاد من سخطه إنه رأى مارتينا تصلي بدموع لله أن يدبر الأمر و دار بينهما هذا الحوار :

بيتر : إن صلاتك ليس لها فائدة ، و إن الله لا يحبنا

مارتينا : كلا يا زوجي العزيز ، إنه يحبنا ، إلا يكفي إنه نزل ليخلصنا ، فأي حب أعظم من هذا أن يبذل نفسه من أجلنا.

بيتر : كفاك من هذا الهراء ، إن كان يحبنا فلماذا تركنا هكذا حتى يحتقرنا الآخرين ؟ و يعتبرونا معدمين ، إنهم على حق فنحن لا قيمة لنا.

مارتينا : كلا يا عزيزي ، إن لم تكن لنا قيمة فكيف يفدينا الله بدمه.

بيتر: و ماذا استفدنا بهذا الفداء و أنت و ابننا ستموتان.

مارتينا : لا تيأس أرجوك من رحمة خالق الكون ، صلي لله بإيمان و بدون أن تحدد له كيف يستجيب و تذكر إن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ، و تذكر إن خالق هذا الكون لن ينساك.

و نامت مارتينا من التعب ، أما هو فظل مستيقظا و لما سمعها تتأوه من الألم , فكر في كلامها ، فبكى و ركع و صلى من أعماقه و قال : سأسمع كلام زوجتي و أترك لك أن تتصرف في أموري ، فقط أرجوك لا تخذلني هذه المرة و ... و نام.

ثم استيقظ على صوت التليفون في ليلة عاصفة ثلجية ، و إذا بسكرتير المحافظ يطلب منه أن ينجده لأن عربة المحافظ قد تعطلت في منطقة ثلجية ، أسرع بيتر و تحمل الكثير من المتاعب حتى أصلحها ، فكانت مكافأته مبلغا ضخما من المال و تعيينه في عمل كبير.

لم يصدق بيتر نفسه و ركع و قلبه يطير بالفرح و هو يستعد لنقل زوجته للمستشفى لعمل العملية و لكنه سمع صوت صراخ من منزله ، و ما إن دخل حتى أخبرته الجارة إن مارتينا تلد و طلبت لها الطبيب. صرخ بيتر من أعماقه : يارب أنت القادر على كل شيء ، سامحني على عدم ثقتي بك و قوى إيماني الضعيف و استجب لي يارب .

و ما هي إلا دقائق حتى سمع صوت المولود يصرخ ، و الطبيب يخبره إنها ولادة طبيعية و مارتينا بخير. ركع بيتر و شكر ربه و طلب منه أن يسامحه على ما مضى و وعده أن يعيش له ما تبقى من حياته ، و أن يترك أموره في يده واثقا أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله
ما بتنساش مابتنساش أبدا ياربى اللي اتكاله عليـــــــــك



و لا تنساش ولا تنساش أبدا يارب اللي بيمسك فيك



لو نسيت الأم رضيعهــــــــا أو جفت من العين مدامعــــها

أنت يارب ما بتنســــاش يا اللــي اتكالــــنا علـــــــــيك



الخاطى لو خبطت بابك تفتحله و ترحــــــــــــب بــــــــــيه

و العاصي لو جالك تايــــــب تغفر ذنبه و تشفــــــــيه



حتى إن ضاقت به الدنيا واتقفلت كل الأبواب

بابــــــك دايمــــــــــــا مفتـــــــــــــــوح ليـــــــــــــــــه

marmar
marmar

انثى عدد الرسائل : 326
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 05/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى