ST - George
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحلوانى العجيب(قصة واقعية)

اذهب الى الأسفل

الحلوانى العجيب(قصة واقعية) Empty الحلوانى العجيب(قصة واقعية)

مُساهمة  marmar الأربعاء ديسمبر 12, 2007 10:39 pm

كان العم بشاي الحلواني رجلاً أمينًا وبسيطًا للغاية، يسير بعربته التي ملأها بالحلوى في شوارع شبرايبيع للأطفال، خاصة بجوار إحدى مدارس شبرا.
كان العم بشاي محبًا للإنجيل، يأتيه بعض أصدقائه ليجالسوه فيقدم لهم إنجيله الذي لا يعر ف القراءة فيه، ويسألهم أن يقرءوا له منه بعض الفصول أو حتى بعض الفقرات.
وفي أحد الأيام لاحظ العم بشاي أحد جيرانه قادمًا إليه من بعيد وقد ظهرت عليه علامات الارتباكالشديد،وفي هدوء شديد قال له العم بشاي:
- سلام يا أخي .
- سلام يا عم بشاي .
- خيرًا !
- كل الأمور تسير في خير، إنما السيدة أم مجدي تشعر بألم وتطلب منك إن أمكن أن تترك العربة لأحدأصدقائك وتذهب إليها.
ارتبك العم بشاي قليلاً فقد ترك زوجته، أم مجدي، في الصباح حيث كانت تشعر بقليل من الألم، لكن لميكن يظن أن الأمر فيه خطورة، فقد أخفت الكثير من آلامها وراء ابتسامتها الرقيقة وكلماتها العذبة معه ومعأولادهما الثمانية.
رشم العم بشاي نفسه بعلامة الصليب، ورفع قلبه نحو السماء يصلي لأجل زوجته، ثم سار نحو بيتهحيث وجد باب حجرته - في الدور الأرضي - مفتوحًا وقد التفت النساء الفقيرات حول زوجته المسكينة فيالحجرة الوحيدة التي تعيش فيها كل العائلة. لقد اعتادت هؤلاء النسوة أن يزرن البيتويأخذن معونة بسيطة منالسيدة أم مجدي.
إذ رأى الرجل هذا المنظر، خاصة وقد بدأت النسوة يعزينه فيزوجته التي ماتت، تمالك نفسه قليلاًوفي هدوء طلب منهن أن يتركن الحجرة إلى حين ومعهن أولاده، ودخل الرجل حجرته ليقترب من زوجتهالممتدة على السرير بلا نَفَس، جثة هامدة. في إيمان عجيب ركع العم بشاي، وهو يصرخ في بساطة قلب، قائلاً :
" أنت أعطيتني يا رب ثمانية أولاد وأعطيتني هذه الزوجة عمودًا للبيت تربي أولادي ... فكيف تأخذها منا؟ منيستطيع أن يربي هؤلاء الأولاد؟"
انزرفت الدموع من عينيه بلا حساب وهو يعاتب اللَّه متمتمًا بكلمات غير مسموعة، وإذ هو غارق فيدموعه سمع كلمات واضحة: " لقد وهبت زوجتك خمسة عشرة عامًا كما فعلت قبلاً مع حزقيا الملك ". هنا استردالرجل أنفاسه ليشكر اللَّه على عطيته ورعايته، ثم نادى النسوة أن يدخلن الحجرة وطلب منهن أن يقدمن لهاطعامًا.
في بساطة مملوءة إيماًنا، قال الرجل لزوجته : " يا أم مجدي قومي لتأكلي ..." وإذا بالسيدة تفتح عينيهاوبعد دقائق صارت تأكل.
خرج العم بشاي من بيته وهو يشكر اللَّه على عظيم رعايته، وإذ وجد أحد معارفه سأله أن يكتب لهتاريخ اليوم في ورقة صغيرة ليضعها في محفظته.
مرت الأيام والسنين وإذا بالعم بشاي يشيخ وقد ربى أولاده الثمانية خلال عمله كبائع حلويات . وفي أحدالأيام جاءه رجل يقول له بأن أم مجدي مريضة جدًا . أخرج الرجل الورقة من محفظته وسأله أن يقرأ له التاريخالمكتوب عليها، وإذ عرف أنه قد مرت خمسة عشرة عامًا تمامًا أدرك أن وقت نياحتها قد حان، وعندئذ نزلتالدموع من عينيه وهو يسرع نحو بيته يقود عربة الحلوى.
دخل الرجل حجرته حيث ارتمى بجوار السرير وهو يقول لزوجته :
" وداعًا يا أم مجدي !وداعًا !
أشكرك يا رب لأنك تركتها لي كل هذا الزمان لتربي أولادها وتعينني .
الآن استريحي يا أم مجدي فيالرب.
اذكريني عند ربي يسوع المسيح !"

ما أعذبك يا خالقي، .
تهبني عذوبة وتهليلاً في حياتي اليومية .
.وتمنحني سلامًا وبهجة في رحيلي.
إن عشت فلك أعيش،
وإن مت فلك أموت.
أنت هو حياتي ومجدي الأبدي !




بدونى لا تقدرون أن تفعلوا شيئاإن محبة العالم عداوة لله فمن أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدوا للهخسرت كل الأشياء و أنا أحسبها نفاية لأربح المسيح و أوجد فيه
marmar
marmar

انثى عدد الرسائل : 326
العمر : 39
تاريخ التسجيل : 05/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى